- ماذا جرى فى الاتصال الهاتفى بين السيسى وأردوغان.. ومتى يعود سفراء البلدين- لماذا استقبل الرئيس أقوى رجل فى

مصر,القاهرة,الرجال,السودان,تركيا,الخارجية,قضية,محمود الشويخ,السيسى,الرئيس السيسى,الأمم المتحدة,العراق,الاتصال,اليوم,الحدود,محمود الشويخ يكتب,سنوات القوة والحسم,كيف تتحرك مصر فى ملفات الإقليم الساخن؟

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: «سنوات القوة والحسم».. كيف تتحرك مصر فى ملفات الإقليم الساخن؟

محمود الشويخ - صورة أرشفية  الشورى
محمود الشويخ - صورة أرشفية

- ماذا جرى فى الاتصال الهاتفى بين السيسى وأردوغان؟.. ومتى يعود سفراء البلدين؟

- لماذا استقبل الرئيس أقوى رجل فى العراق الآن؟.. وما الذى جرى فى اجتماع الاتحادية؟

- روشتة القائد لإنهاء الحرب فى السودان.. وأسرار أكبر خطة فى قضية اللاجئين.

لا أكشف سرا عندما أقول إن القيادة المصرية قد بدأت عملية تصفير المشكلات فى المنطقة.. ولا يتعلق الأمر بمصر وبعض الدول التى بيننا وبينها "تباينات" فى الرؤى.. بل إن القيادة قررت أن تمتد هذه السياسة إلى كل الإقليم.. انطلاقا من إستراتيجية مصرية ترى أنه لا آمال فى وضع أفضل إلا باستقرار شامل فى الإقليم.

ولقد كان حديثى معكم فى الأسبوع الماضى يدور فى هذا الإطار أيضا.. وكانت لدى معلومات تقول إن خطوات أخرى قادمة فى الطريق.

لكنى لم أشأ أن أكتب كل ما لدى فى هذا الشأن.. فلعل كلمة هنا أو هناك تؤثر سلبا على تحركات الرجال.

الكلمة أمانة.. هذه هى عقيدتى منذ أمسكت يدى بالقلم.

وقد جاءت نتائج الانتخابات التركية الأخيرة - التى فاز بها الرئيس أردوغان - لتحمل معها عهدا جديدة للعلاقات بين القاهرة وأنقرة.

ففى اليوم التالى لفوز أردوغان.. قرر الرئيس السيسى أن يتصل به.. حيث قدم له التهنئة بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، وإعادة انتخابه رئيساً لتركيا لفترة رئاسية جديدة..  الأمر الذى قابله الرئيس التركى بالإعراب عن التقدير لهذه اللفتة الطيبة من الرئيس.

وخلال الاتصال.. أكد الرئيسان على عمق الروابط التاريخية التى تربط البلدين والشعبين المصرى والتركى، واتفقا على تدعيم أواصر العلاقات والتعاون بين الجانبين، وفى ذلك الإطار قرر الرئيسان البدء الفورى فى ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.

هذا عن تركيا.

وهناك حديث عن العراق الشقيق.. فقد شهد الأسبوع الجارى لقاء فى غاية الأهمية حيث استقبل الرئيس السيد عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة العراقى، وذلك بحضور السيد سامح شكرى وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، إلى جانب السفير أحمد الدليمى السفير العراقى بالقاهرة.. حيث تطرق اللقاء إلى استعراض المشهد السياسى العراقى، بالإضافة إلى مناقشة أبرز تطورات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وقد كان هذا اللقاء مناسبة جديدة ليؤكد الرئيس الاعتزاز بعمق العلاقات الأخوية الوطيدة بين مصر والعراق على المستويين الرسمى والشعبى، وحرص مصر على سلامة وأمن واستقرار العراق، ودعم جهوده لتحقيق النهضة والتنمية والتقدم، فى إطار الاهتمام المصرى الدائم بكل ما يحقق مصلحة العراق وشعبه، مثمناً فى هذا الصدد الدور البناء الذى يقوم به "عمار الحكيم" للحفاظ على الاستقرار والتوازن فى العراق.

أما رئيس تيار الحكمة العراقى فقد أعرب عن بالغ تقديره لنموذج القيادة الرشيدة الذى يمثله الرئيس على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وكذلك دور مصر كركيزة محورية وضامن أساسى لحفظ الاستقرار بالمنطقة الإسلامية والعربية ككل، مؤكداً تطلع العراق لمواصلة تعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة التى تربط الدولتين الشقيقتين، والتى تقوم على أسس من التضامن والأخوة، ومعرباً عن تقدير بلاده للجهد المصرى فى دعم العراق، وحرص بلاده على الاستفادة من الخبرات التنموية المصرية فى المجالات كافة.

وليس بعيدا عن هذه التحركات خطوات مصر نحو حل الأزمة فى السودان والتى كان آخرها مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، فى قمة مجلس السلم والأمن الإفريقى، التى انعقدت لبحث الأزمة الراهنة فى السودان، وذلك بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة، وعلى رأسهم الرئيس "يورى موسيفينى"، رئيس جمهورية أوغندا الرئيس الحالى لمجلس السلم والأمن، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، وأمين عام جامعة الدول العربية، وسكرتير عام منظمة الإيجاد، ومبعوثة سكرتير عام الأمم المتحدة للقرن الإفريقى.

وركزت قمة مجلس السلم والأمن على مناقشة سبل خفض التصعيد فى السودان، والتنسيق بين كافة الأطراف المعنية لوقف إطلاق النار وتعزيز الممرات الإنسانية والعودة للحوار السلمى.. وفى هذا الإطار ألقى الرئيس كلمة أعرب خلالها عن الشكر لشقيقه الرئيس الأوغندى "يورى موسيفينى"، للمبادرة بعقد هذه القمة الهامة، التى تمثل قيمة كبيرة للعمل نحو دعم السودان لاستعادة أمنه واستقراره، مؤكداً فى هذا الإطار الأهمية القصوى للتنسيق الوثيق مع دول الجوار لحلحلة الأزمة بالسودان باعتبارها الأكثر تأثراً بها، والأكثر حرصاً على إنهائها فى أسرع وقت. 

وشدد الرئيس على أن جهود مصر من أجل إنهاء الأزمة الحالية فى السودان الشقيق، تتكامل مع مختلف المسارات الإقليمية ذات الصلة، بما فيها الاتحاد الإفريقى وجامعة الدول العربية، كما أنها تستند إلى عدد من المحددات والثوابت، أبرزها ضرورة التوصل لوقف شامل ومستدام لإطلاق النار؛ ووجوب الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية فى السودان، التى تعد الضمانة الأساسية لحماية الدولة من خطر الانهيار؛ وتأكيد أن النزاع فى السودان يخص الأشقاء السودانيين أنفسهم، ومن ثم فإن دور الأطراف الإقليمية هو مساعدتهم على إيقافه، وتحقيق التوافق حول حل الأسباب التى أدت إليه فى المقام الأول. 

وأيضا شدد على احترام مصر إرادة الشعب السودانى، وعدم التدخل فى شئونه الداخلية، وضرورة عدم السماح بالتدخلات الخارجية فى أزمته الراهنة، مؤكداً استمرار مصر، فى بذل كل الجهود، من أجل إنهاء الأزمة الحالية، بما فى ذلك دعم جهود الاتحاد الإفريقى، وجميع الآليات القائمة، لإنهاء الصراع الحالى، وكذلك مواصلة التنسيق، مع كافة الشركاء والمنظمات الإغاثية، لدعم جهود توفير الاحتياجات الإنسانية العاجلة للسودان، للتخفيف من الوضع الإنسانى المتدهور.

ويتوازى مع ذلك استقبال الرئيس السيد "فيليبو جراندى" المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.. حيث ثمّن علاقة التعاون الممتدة منذ عقود بين مصر ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين، والجهود التى تبذلها المفوضية على الصعيد الدولى فى ظل تصاعد الأزمة العالمية للاجئين. 

كما أكد السيد الرئيس أهمية التعامل مع ظاهرة تدفقات اللاجئين وكافة أشكال النزوح من خلال مقاربة شاملة، تستهدف جذور الأزمات المتعلقة بتحديات تسوية النزاعات، وتحقيق الاستقرار الأمنى والسياسى، والتنمية المستدامة الشاملة.

أما المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فقد أكد حرص المفوضية على تعزيز التعاون مع مصر، مشيراً إلى محورية الدور المصرى على المستويين الإقليمى والدولى فى هذا الإطار، ومعرباً عن تقدير المفوضية للجهود التى تقوم بها مصر لاستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين من جنسيات مختلفة، ومشيراً فى هذا السياق إلى الزيارة التى قام بها للمعابر على الحدود المصرية- السودانية، والتى لمس خلالها الجهد الهائل الذى تقوم به الجهات المصرية المعنية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والهلال الأحمر المصرى، لمساعدة الوافدين سواء من السودانيين أو الجنسيات المختلفة، مشدداً على أنه يتعين على المجتمع الدولى والجهات المانحة تقديم يد العون للدول المستضيفة اللاجئين والمتأثرة بحالات النزوح البشرى.

وتطرق اللقاء أيضاً إلى بحث سبل تعزيز التعاون بين مصر والمفوضية، فى ضوء الأعباء الكبيرة التى تتحملها مصر، كمقصد للاجئين من العديد من الدول الشقيقة، الذين يعيشون جنباً إلى جنب مع الشعب المصرى كأشقاء وضيوف. كما تناول اللقاء استعراض مستجدات الأوضاع فيما يتعلق بحالات النزوح من السودان فى ضوء استمرار الأزمة الراهنة، وثمّن المفوض السامى للأمم المتحدة الجهود المكثفة التى تبذلها مصر للمساعدة فى تسوية الأزمة واستعادة الأمن والاستقرار بالسودان.

إن هذه التحركات المهمة تحمل معها - بإذن الله - الخير لمصر والمنطقة.

ودائما وأبدا.. تحيا مصر.